غرفة زراعة دمشق وريفها تنذر بموجة ارتفاع صاخبة قريباً لأسعار البيض والفروج
إعمار سورية :
بين عضو غرفة زراعة دمشق وريفها مازن مارديني أن القطعان الدواجن التي تم تنزيلها قبل 5 أشهر بدأت بالإنتاج، وقد بدا ذلك للعلن في انخفاض سعر طبق البيض المنتج حديثاً، حيث إن دخول أفواج جديدة بالإنتاج، وهذا ما كنا نبشر به في الفترات السابقة، جاء نتيجة للإجراءات التي تم تسهيلها من قبل وزارة الزراعة للمداجن غير المرخصة بتسهيل عملها ومعاملتها كالمداجن المرخصة ومتابعة لجان الدواجن في غرف الزراعة للمربين وتذليل العقبات التي تواجههم، ناهيك بالقيام بالدور التحفيزي والإرشادي على الدخول بالإنتاج.وأشار مارديني إلى أن الفروج يباع حالياً تحت سعر التكلفة ب30% ، فهو منهك جراء الخسائر المتتالية للمربي ويباع تحت سعر التكلفة، ما ينذر بموجة ارتفاع صاخبة قريباً لاستنزاف ما بقي من مربين وانسحاب شريحة لا يستهان بها وفي كلا الحالتين.
استغلال واستهتار
الخبير الزراعي عبد الرحمن قرنفلة أكد أن منتجات الدواجن من لحم فروج وبيض يتحكم في سعر مبيعها للمستهلك قوى متعددة يأتي في مقدمتها قوى العرض والطلب في السوق، وكذلك اضطرابات تكاليف مدخلات الإنتاج، إضافة إلى التسعير الحكومي “القسري”، ومواسم التربية والإنتاج، مشيراً إلى أن أسعار منتجات الدواجن في الوقت الراهن تتعرض لضغوط تعكس اتجاهها المتصاعد منذ فترة مدفوعاً بتراجع القدرة الشرائية للمستهلكين، وهي واحدة من الموجات التي تجتاح أسعار منتجات الدجاج بين وقت وآخر، وتعكس عمق فوضى الإنتاج وغياب رؤية واقعية لنشاط هذا القطاع الحيوي والهام والذي يشكل ركناً مهماً من أركان الأمن الغذائي ومصدراً حيوياً من مصادر البروتين الحيواني الأرخص.
ورأى قرنفلة أن هذا القطاع رغم أعوامه التي تجاوزت الستين لا يزال بلا هوية وبلا عنوان ودون موجه، تتحكم بحركته أطراف متعددة من مربي جدات وأمهات الدجاج، إلى موردي مستلزمات الإنتاج، مروراً بحلقات الخدمات من مراكز تفريخ البيض، إلى مسالخ الدجاج وعناصر السلسلة التسويقية المختلفة، والكارثة التي لا تزال مستمرة، أنه لا رابط يجمع بين تلك الأطراف رغم حيويتها لبعضها البعض وحتمية تكاملها، حيث لم تفلح أي من المنظمات الشعبية ولا الجهود الحكومية منذ جائحة إنفلونزا الطيور وحتى اليوم في وضع تنظيم يضبط إيقاع حركة الأطراف المؤثرة بنشاط تربية الدجاج.
ضعف القدرة الشرائية
وأشار قرنفلة إلى أن الانهيار الذي شهدته أسعار مبيع المستهلك من منتجات الدجاج يعود بالدرجة الأولى إلى ضعف القدرة الشرائية لدى المستهلكين، في ظل جنون أسعار مستلزمات الحياة الأساسية وهذا دفع الكثير من الأسر السورية للعزوف عن استهلاك أغذية الدرجة الأولى (لحوم، بيض، حليب) والاتجاه الى أغذية الدرجة الأدنى (خضار وفواكه) علماً بأن انهيار الأسعار يلحق ضرراً بالغاً في منظومة الإنتاج ويقذف كثيراً من مربي الدواجن خارج حلقات الإنتاج في ظل غياب مظلة تحميهم من تذبذب الأسعار.
واستبعد قرنفلة دخول بيض مائدة مهرب أو لحم فروج إلى داخل القطر، رغم أن مثل هذه الحالات قد تحدث بين كافة الدول المتجاورة في العالم، فلا يمكن السيطرة عليها بشكل مطلق.
تشرين