الأمل "بحوى" : بقلم : أليسار رياض الحمد

الأمل "بحوى" : بقلم : أليسار رياض الحمد

إعمار سورية :

 

آمن مشروع "حوى" الذي أطلقته شركة أكاديميا للتدريب والاستشارات بقدرة السيدات السوريات على تعظيم الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة بين أيدهن، وقدرتهن على مواجهة التحديات الاقتصادية الكبيرة التي تواجه الأسر السورية، والتصدي لها بالإيمان بالإنتاج أولاُ.

مشروع "حوى" الذي تقوده سيدة وتحارب لنجاحه بالعمل المتواصل ليلاً نهاراً، والموجه للسيدات المعيلات واللواتي لديهن الطموح في بناء أسر متوازنة، تعتمد على نفسها وقادرة على مساعدة غيرها من خلال العمل الجاد والسير على الطريق الصحيح، ويدرك أن مرحلة التعافي التي رسمت لها الحكومة في خطتها 2030 ستشهد عودة القطاعات الإنتاجية للعمل، وإعادة ترتيب الإنتاج المادي والمعنوي وسيكون التركيز على المشاريع الأسرية والصغيرة والمتوسطة، ومن هنا ركز مشروع "حوى" على الخطوة الأولى، وهي التوجه للسيدات وإشعال شمعة الإنتاج لديهن، وتطوير الاقتصاد السوري من خلال الإنتاج المنوع والكبير والمنتشر في كل شارع وحي ومنزل وغرفة.

مشروع "حوى" توجه إلى السيدات اللواتي لديهن الطموح وعززه لديهن، تبنى فكرتهن وقدم الدعم النفسي للتخلص من فكرة أن "حوى" جالسة في البيت مسؤوليتها تنتهي في الواجبات البيتية، ونقل تفكير "حوى" من الحديث عن ماجرى إلى التفكير بماذا سأعمل، وكيف سأصل إلى المستهلكين، وأبيع منتجاتي بسعر مجزي، عزز الحلم، وقدم التدريب، وأطر المشاريع، وقدم الجدوى الاقتصادية، وعلم السيدات كيفية التسويق لأفكارهن أولا، ومن ثم لمنتجاتهن ثانيا، وتكبير حلمهن ثالثا، والدفاع عن الفكرة الأساسية الإنتاج أولاً.

الجميع يسأل عن جدوى المشروع وإلى أين سيصل وماذا أنتج على أرض الواقع، وهذا من حق الجميع أن يعرف ما هو مشروع "حوى" وكيف يمكن أن يكون ضمن المشروع، وهنا اسمحوا لي لأقول لكم أن "حوى" مشروع فكرة صغيرة لدى سيدة لديها طموح كبير بحجم البلد، أمنت بنفسها وبقدراتها، وطرحت مشروعها بقوة، وفي وقت قصير جدا استطاعت أن تصل في وقت قصير جدا إلى حوالي 250 سيدة لديهن الطموح في التغلب على الظروف الاقتصادية القاسية والعمل، ولديهن إمكانيات كبيرة، منهن من يعمل في زاوية منزله، ومنهن من ذوي الإعاقة وحلمهن كبير جدا، ومنهن من يطمح لتشغيل سيدات حارتها، ومنهن من يطمح لتشغيل أبناء قريتها، ومنهن من لديه الطموح لتخطي المكان والعمل في الفضاء الواسع عبر الشبكة الافتراضية، ومنهن من آمن بالمستقبل ويحتاج لأدوات التعليم والتدريب المهني، ومنهن الكثيرات ممن يحملن الأفكار والطموح منذ سنوات والآن كبر الأولاد وزاد مصروفهم وحان الآن إخراج الكنز والحلم بالإنتاج.

مشروع "حوى" طموحه الوصول إلى كل سيدة لديها الرغبة بالعمل، ولديها الطموح في تحقيق ذاتها، ولكل سيدة أكملت تعليمها ببرامج التعليم المفتوح وتطمح أن تصبح رائدة أعمال، ولكل سيدة ضاقت بها الظروف ولديها الرغبة على العمل من منزلها، ولكل سيدة أمنت بقدراتها وخبرتها العملية في تحضير المنتجات الريفية والمونة ولديها الرغبة لوصول منتجاتها إلى جميع الأراضي السورية وتكوين قاعدة زبائن كبيرة وجدولة طلبات الزبائن ولكل سيدة أمنت "بحوى" أمنت بنفسها.

مشروع "حوى" درس الجدوى الاقتصادية للعشرات من المشاريع للسيدات ورتبها حسب الأولوية للتمويل، ويعمل على مساعدات السيدات، ويطمح إلى تدريب المزيد منهن، وتلبية رغبات كل من أمنت بنفسها، وحتى لو كانت ظروفها غير قادرة على الخروج من المنزل، نحن نصل إليها بالتدريب الافتراضي "أون لاين" ونتواصل معها ونقدم لها الدعم ونمسك بيدها للنهوض من الاستهلاك إلى الإنتاج، ويأمل تلقي الدعم أو القليل منه للوصول إلى أكبر شريحة ممكن في وقت قصير .

ومن أفضل النتائج التي توصل إليها مشروع "حوى" هو اكتشاف طاقات كامنة لكنها كبيرة جدا وغير متوقعة، والكثير من السيدات بتدريب بسيط تحولن من تلقي التدريب إلى إعطاء التدريب، وهنا نقول لكل "حوى" أمني بنفسك وبقدراتك وطوري وحدثي معلوماتك انفضي الغبار وانطلقي بأفكارك وحلمك ومشروعك لتحقيق النقلة النوعية من الاستهلاك إلى الإنتاج، ومن الحديث عن ماجرى إلى التخطيط عما سيحدث، وتكبير مشروعك فهو السند الحقيقي والراحة النفسية بعد التعب المضني، والضامن الحقيقي لمستقبل أطفالك بإرضاعهم فكرة الاعتماد على النفس والإصرار على تحقيق الأمل "بحوى"