ملتقى إنكس يناقش واقع صناعة المعارض في سورية وآفاق تطورها

ملتقى إنكس يناقش واقع صناعة المعارض في سورية وآفاق تطورها

إعمار سورية - خاص:

ناقش ملتقى “إنكس” الذي أقامته مجموعة "سيم تك"  بفندق الشام بدمشق، واقع صناعة المعارض في سورية وآفاق تطويرها، وتضمن الملتقى عدة محاور منها  أهمية التجديد في صناعة المعارض ودور الدعم اللوجستي وسلسلة الإمداد وإجراءات تسجيل العلامة التجارية وفرص الترويج لمخرجات البحث العلمي واستثمار المعرفة.

مدير عام المؤسسة العامة للمعارض و الأسواق الدولية غسان الفاكياني أكد في كلمة له خلال الملتقى إلى أن صناعة المعارض تعدّ من أهم الأدوات الاقتصادية و جزءاً أساسياً للتفاهم بين الدول و انعكاسها على كافة القطاعات الاجتماعية والسياحية و الاقتصادية و دورها التحفيزي في كل المجالات الإنتاجية و الخدمية و السياحية و استثمار الفرص و استخدام التقنيات المتطورة والتي تسهم أيضاً بالتعريف بالمنتجات الوطنية و إنعاش الطلب على المنتجات المحلية إضافة لإتاحة الفرصة للقاء بين رجال الأعمال و الاقتصاديين و المنتجين و توقيع العقود و تسريع عملية التبادل التجاري متمنياً أن يحقق الملتقى إمكانية تسليط الضوء على صناعة المعارض في سورية و الارتقاء بها.

الدعم اللوجستي وسلسلة الامداد

المدير التنفيذي للجمعية السورية للشحن إلياس داود أشار الى صعوبة الحركة التصديرية في ظل الحصار الاقتصادي المفروض على سورية، وما تعانيه في ظل الحرب عليها من بنى تحتية تحتاج إلى إعادة تأهيل، وكذلك ارتفاع رسوم الترانزيت، وتأخير إصدار بوليصة الشحن الموحدة.

ولفت إلى أن تسديد قيمة الشحن بالعملات الصعبة والرسوم الباهظة التي تفرض على الشحن السريع والتي تبدأ من ٥ ملايين لتتجاوز في أغلب الأحيان ١٥ مليوناً يعدّ عاملاً يضاف إلى الصعوبات التي تواجه صناعة الشحن في سورية.

وأوضح داود أن تنظيم وتطوير أنظمة الشحن اللوجستي والمتعدد الأنماط في سورية واحدة من أبرز مهام الجمعية، وأضاف : تقوم الجمعية بإصدار بوالص ” FIATA ” للشحن حسب النظم الدولية المتبعة، وإقامة تدريب مهني متخصص بالدعم اللوجستي، إضافة إلى المشاركة في المؤتمرات الدولية واللجان المحلية ذات الصلة وتمثيل وكلاء الشحن في سورية، إلى جانب التعاون المشترك بين الجمعية والمكتب الإقليمي لاتحاد المصدّرين والمستوردين العرب في سورية.
وأشار داود إلى أن أهداف الجمعية تتمثل في رفع مستوى أصحاب الشحن فيما يتعلق بمجال عملهم، والسعي لتحقيق المشاريع التي تؤدي إلى تحسين أداء العاملين في مكاتب الشحن، إلى جانب تقديم التسهيلات للمتعاملين معها والمقترحات اللازمة إلى الجهات المختصة..
وأكد داود أهمية المعارض والملتقيات بصناعة الشحن والإمداد من خلال إيجاد فرص كبيرة وعديدة لتحقيق المبيعات وإيجاد موردين جدد، وكذلك التعريف بالصعوبات التي تواجه صناعة الشحن في سورية وأهمها، غياب التنسيق مع أصحاب العلاقة، إلا من قبل فئة من الجهات الحكومية.

فرص الترويج لمخرجات البحث العلمي واستثمار المعرفة

وأشار د.مجد الجمالي مدير عام الهيئة العليا للبحث العلمي إلى أن الملتقى فرصة للتعريف بالأبحاث العلمية، لافتاً إلى أهمية المعرفة التي تستند عليها الكثير من الأمور في الحياة اليومية، كالعلم، ونقل التكنولوجيا والاقتصاد، مشيراً على سبيل المثال لا الحصر إلى أنه من أصل كل دولار مساهم في الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة ، نصفه يأتي من المعرفة وكيفية توظيفها بالشكل الصحيح لتطوير الاقتصاد.
و أشار الجمالي إلى ضرورة استثمار البحث العلمي والتطوير التجريبي، مؤكداً على أهمية أدوات الترويج لمخرجات البحوث العلمية من خلال النشر العلمي، المؤتمرات العلمية، الاتفاقيات ومذكرات التفاهم أو عبر المواقع الرسمية وحتى مواقع التواصل الاجتماعي.
وركز الجمالي على دور الهيئة العليا للبحث العلمي والذي يعد الاستثمار المعرفي لمخرجات البحوث العلمية من أهمها، لافتاً إلى ضرورة تعزيز منظومة نقل التكنولوجيا وذلك من خلال إنشاء المكتب الوطني لنقل التكنولوجيا.
وأضاف الجمالي: هناك خطة لإقامة معرض لمخرجات وتجهيزات بحث علمي حقيقي والمشاركة بمعرض الباسل للاختراع والإبداع للمبدعين الشباب، مشيراً إلى ضرورة اختيار المكان المناسب أثناء إقامة المعارض.

المهام الترويجية للهيئة (المعارض والتسويق - فرص وتحديات)

وبيّن أيهم عيزوق مدير الترويج في هيئة دعم وتنمية الإنتاج المحلي والصادرات أهمية الهيئة في الترويج للمعارض الخارجية، مبيناً أهم المهام الترويجية والتسويقية التي تقوم بها الهيئة في سبيل تحقيق أهدافها المتمثلة في دعم قدرة الصادرات على الوصول إلى السوق الخارجية والترويج للإنتاج المحلي والشركات السورية داخل سورية وخارجها من خلال المشاركة في المعارض والمؤتمرات والندوات، إضافة إلى إعداد الدراسات والبحوث حول الأسواق الخارجية والمساعدة في إقامة العلاقات المباشرة بين المصدّرين السوريين والمستوردين من الدول الأخرى.

كما تحدث عيزوق عن أبرز الأدوات التي تتبناها الهيئة للترويج للمنتجات السورية وهي الترويج وعماده الحملات الإعلامية، والتسويق الإلكتروني وإعداد دليل إلكتروني متطور للصادرات السورية الطبية والصناعية والخدمية وغيرها، حيث يسهل عملية فتح أسواق جديدة، إضافة إلى التعاون الدولي عبر التنسيق مع الجهات الأجنبية العاملة في مجال التجارة الخارجية بهدف إقامة علاقات تواصل بين المصدّرين المحليين والمستوردين.

إجراءات تسجيل العالمة التجارية والحصول عليها

أوضح مدير حماية الملكية في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك شفيق العزب خلال ملتقى إنكس أن آلية تسجيل العلامة التجارية التي كانت تحتاج 6 شهور للموافقة عليها وحالياً أصبحت تستغرق 48 ساعة للرفض أو القبول، مشيراً إلى إزالة السجل التجاري المفروض سابقاً حول تسجيل الملكية الذي كان يعتبر عائقاً على البعض، كالأطباء والمحامين وغيرهم وتم أخذ استثناءات وزارية لإزالته وإلغائه عن كل شخص يقدم علامة تجارية عن هيئة المشاريع المتوسطة والصغيرة وإعادة الدعم له كمشروع جديد ودعماً للمشاريع المتوسطة والصغيرة .
و بيَّن العزب أنه بعد 48 ساعة من نيل الموافقة على تسجيل العلامة التجارية تخضع للنشر مع أحقية الاعتراض خلال 90 يوماً .
ولفت إلى أن العام الماضي جرى تسجيل 13 ألف علامة تجارية وتسجيل حوالي 6 آلاف أخرى، حالياً مع السعي لتقديم إجراءات تبسيطية للتجار والحرفيين فيما يخص تسجيل العلامة التجارية.

أهمية التجديد في صناعة المعارض

وتحدثت الدكتورة ريم رمضان  بالنيابة عن مدير المؤسسة السورية الدولية للتسويق (سيما)، مؤكدة أن المؤسسة تعد من أوائل المؤسسات التي عملت في صناعة المعارض سواء الصناعية أو البنائية، وأنها تدخل من جديد في مجال السياحة والثقافة، وتتجه نحو إقامة معرض السياحي الأول في سورية “first Syrian tourism expo” لبيان أهمية السياحة في سورية، والتي لا تزال حاضرة رغم كل الصعوبات وذلك من خلال التركيز على السياحة الداخلية التي انتعشت بشكل كبير في ظل الحرب مع تراجع السياحة الخارجية.
وأشارت الدكتورة رمضان إلى أن المعرض سيتضمن عدة معارض تخصصية من أهمها المعرض التخصصي للسياحة الطبية والذي يعد الأول من نوعه في سورية بالتعاون مع أطباء (سماعة الحكيم) لتناول المعرض من وجهة نظر طبية إضافة إلى أخرى اقتصادية وثالثة تسويقية لتعريف المهتمين بإجراء علاجات طبية بسيطة مثل التجميل، اذ يعدّ الأطباء السوريين الأفضل في هذا المجال، ولتسليط الضوء على أهمية السياحة الطبية في الاقتصاد الوطني ولتسويق هذا التميز السوري الموجود على أرض الواقع.

المعرض السوري االفتراضي الدائم

الاستشاري في المعارض والمؤتمرات إياد محرز تحدث خلال كلمة له عن فكرة مشروع إقامة معرض افتراضي للمنتجات السورية المعدة للتصدير يحاكي المعارض الحقيقية بطريقة الدخول للمعرض والتجول بين أجنحته، وعرض المنتجات ضمن الجناح بطريقة قريبة للواقع، والتعريف عنها وعن مواصفاتها بأكثر من لغة.

وبين محرز أن الفائدة من المشاركة بالمعرض الافتراضي تتجلى بالترويج لمنتجات أو خدمات الشركة بعدة دول بنفس الوقت ولفترة زمنية أطول، والتخفيف من المخاطر والخسائر المحتملة للمشاركة بالمعارض الخارجية بالطرق التقليدية بعد تحديد أنواع المنتجات المطلوبة بكل دولة لتسهيل عمل شركات المعارض الخارجية، مشيراً إلى أهمية ملتقى "انكس" كونه يسلط الضوء على صناعة المعارض وطرح أفكار جديدة ومتطورة تواكب التقدم التقني