حسين أسعد: الحلويات الشرقية  صناعة عريقة وصلت لكل دول العالم .. ومطبخ الأصيل كسب الثقة داخل وخارج سورية

حسين أسعد: الحلويات الشرقية صناعة عريقة وصلت لكل دول العالم .. ومطبخ الأصيل كسب الثقة داخل وخارج سورية

إعمار سورية : 


تعد صناعة الحلويات من أعرق وأهم الصناعات التي اشتهرت بها دمشق منذ عشرات السنين، وحاز العديد من صناعييها شهرة عالمية، ورغم الظروف القاسية التي تعرضت لها سورية بقيت هذه الصناعة حية، ولمعرفة السر في استمرار هذا الألق، التقينا أحد أبرز صناع الحلويات وهو السيد حسين أسعد صاحب حلويات ومأكولات الأصيل، وكان الحديث عن البدايات وكيف كان التوسع والانتقال لتشييد معمل بمواصفات عالمية، وتأثيرات الأزمة على هذه الصناعة ومايعترضها من معوقات حالياً.

ورث حسين أسعد مهنة صناعة الحلويات عن والده هاشم، والذي ورثها عن أبيه حيث كانت العائلة تمتلك محلا لبيع الحلويات في منطقة المرجة  اسمه " حلويات الشرق الأصيل"، ليتم مع أخيه مازن رحلة النجاح التي جعلت من اسم " حلويات الأصيل " فيما بعد واحداً من ألمع أسماء الحلويات في دمشق، والتي يمكن وصفها بموطن الحلويات في العالم.

في مكتبه وسط دمشق والتي أبى أن يغادرها رغم كثرة المغريات و الظروف الصعبة التي تعيشها التقيناه، ليحدثنا عن حكاية النجاح التي رسمها مع شقيقه والتي جعلت حلويات ومطبخ الأصيل محل ثقة لدى المستهلكين داخل وخارج سورية، واسماً من ذهب في عالم الغذاء.

حكاية البداية

في عام 1973 بدأت رحلة حلويات الأصيل من منطقة المرجة والتي  كان اسمها "الشرق الأصيل"، حيث وجد الأخوين أسعد أن اختصار الاسم يعطيه سهولة في التداول والانتشار،  وكان إنتاج الحلويات في تلك الفترة يتم بشكل يدوي، وعبر أفراد العائلة وعدد من الحرفيين المهرة، ويقتصر الاستهلاك على سكان دمشق وريفها.

تأسيس معمل بمواصفات عالمية

يقول حسين : بعد سنوات ومع ازدياد الطلب بشكل كبير على منتجاتنا كان لابد من إحداث نقلة نوعية في العمل والانتقال من الشكل الحرفي للصناعي، حيث تم تأسيس معمل في ريف دمشق على مساحة 1200 م  وتم تجهيزه بأحدث المعدات والآلات الخاصة بصناعة الحلويات مع الاهتمام بعملية التعبئة و التغليف، والتي كانت تتم بأرقى المواصفات لضمان وصول المنتجات إلى خارج سورية بالجودة نفسها التي يحصل عليها قاطن دمشق.

التصدير لأكثر من 15 دولة

وعملت الشركة على تطوير منتجاتها لتواكب الذوق العالمي سواء من خلال المواد المستخدمة في الإنتاج أو طريقة التعبئة و التغليف، وكذلك حصولها على شهادة الأيزو 9001 في العام 2003  وكان التصدير يتم بكميات كبيرة وبشكل متواصل إلى أكثر من 15 دولة عربية و أجنبية، إضافة لما كان يحمله معظم زوار دمشق معهم من حلويات لدى سفرهم حيث أن الحلويات الدمشقية كانت دائما سفير سورية في معظم دول العالم.

التوسع داخل مدينة دمشق

ويضيف الأسعد أنه ونتيجة للطلب الكبير على منتجاتنا محلياً ولتأمينها بأيسر السبل للمستهلكين عملنا على التوسع، حيث افتتحنا فرعنا الثاني في شارع بغداد عام 2004 كما تم افتتاح صالة كبيرة على مساحة 300 م في مدينة المليحة بريف دمشق، وفي ظل الأزمة التي تعانيها سورية تم افتتاح الفرع الثالث في مشروع دمر.

نجاح كبير في عالم الطبخ الشرقي

ومن الأمور التي حرصت عليها الشركة اهتمامها بالمطبخ الشرقي، حيث نجحت في كسب الرهان بهذا المجال من خلال القدرة على تجهيز الولائم في دمشق وخارجها، حيث كان الاهتمام بأدق التفاصيل من المواد المستخدمة في الطبخ والتي ترتكز على السمن العربي و اللحم البلدي الطازج، إضافة لاستقدام أمهر الطهاة وتأمين كافة المستلزمات والأواني لتقديم الولائم في أي مكان، مع وجود أسطول نقل مؤهل لذلك سواء لجهة التبريد أو التسخين، وكل هذه الأمور جعلت كبار الشخصيات تثق بمطبخ الأصيل وكانت معظم الهيئات الدبلوماسية تطلب منا تجهيز الولائم لدى الاحتفال بالعيد الوطني لديها .

خسائر الشركة وصعوبات العمل حالياً

وحول الصعوبات التي تعانيها الشركة حالياً وماتعرضت له في الأزمة، أوضح أسعد أن الشركة خسرت معملها الرئيسي في ريف دمشق، و الذي كان يعد من أكبر معامل الحلويات في سورية إضافة لصالة البيع الضخمة، وجراء ذلك تم إعادة تأهيل المعمل القديم للشركة بدمشق ويتم العمل فيه حالياً، كما كان هنالك مشاكل في الحفاظ على العمال المهرة وسعت الشركة لتقديم كافة الامكانيات لبقائهم من خلال زيادة الرواتب وتأمين الاستقرار لهم، وهنالك بعض العمال الذين غادروا القطر وعادوا للعمل مجدداً، وتسعى الشركة حالياً لإعادة تأهيل معملها الرئيسي.

ولايخف على أحد صعوبة الإنتاج في الظروف الحالية سواء لتأمين المواد الأولية ذات الجودة العالية، والتي ارتفعت أسعارها بشكل كبير إضافة لارتفاع أجور النقل و أسعار المحروقات وخاصة مع انقطاع الكهرباء لساعات طويلة وخاصة خلال فترة الصيف، حيث بات العمل على المولدات الكهربائية وكل هذا أدى لارتفاع تكاليف إنتاج الحلويات، فعملنا على التوازي بخفض الأرباح لأدنى حد ممكن مع الحفاظ على الجودة لتكون هذه الحلويات بمتناول المواطن قدر الإمكان.

ويختم الصناعي حسين أسعد حديثه بأنه على يقين بأن سورية ستعود كما كانت وستعود قوافل الحلويات السورية تحط رحالها في كل دول العالم منطلقة من دمشق موطن الحلويات .