بعد صفعة جوجل.. لاتوضيح رسمي من وكيل سورية .. تاجر: سيأكل الغبار رفوف هواوي
إعمار سورية :
أعلنت "شركة جوجل الأمريكية" عن إيقاف تعاملاتها ودعمها التقني لأجهزة الهواتف المحمولة المصنعة من "شركة هواوي الصينية" وذلك في إطار تنفيذ العقوبات التجارية الأمريكية على الشركات الصينية خاصة وبعد وضع شركة هواوي التكنولوجية في قائمة الكيانات التجارية السوداء في الولايات المتحدة الامريكية.
وبحسب خبراء التقاهم "الاقتصادي"، فإن إيقاف الدعم التقني والتعامل الذي فرضته "جوجل"، يعني أن مستخدمي الهاتف الصيني "هواوي" وهاتف "هونر" العلامة التجارية التوأم لـ"هواوي"، لن يستطيعوا بعد اليوم الحصول على الترقيات الأمنية وتحديثات النظام الأساسي "آندرويد"، إضافة إلى أنهم سيفقدون جميع خدمات "جوجل" على أجهزتهم الذكية مثل بريد "جيميل" وخدمة الخرائط والبحث الصوتي، ومنصة الفيديو الأكبر والأشهر عالمياً "يوتيوب".
وفي تغريدة لها، طمأنت "جوجل" الشركة المشغلة لنظام الهواتف الذكية "آندرويد" مستخدمي الهواتف المنتجة في مصانع "شركة هواوي" الذين اشتروا هواتفهم قبل القرار، من أنهم لن يفقدوا التحديثات والترقيات المطلوبة وسيستمرون بالاستفادة من خدمات متجر "جوجل بلاي" وكل مايتعلق بها.
وفي تعليق آخر على الأمر قالت إن "هواوي سيكون بإمكانها الوصول إلى نسخ نظام التشغيل آندرويد، التي تتيحهاجوجل عبر تراخيص نظام التشغيل مفتوح المصدر، الذي يجعل النظام متاحًا لكل من يرغب في تطويره، إلا أن الشركة الأميركة سوف تتوقف عن تقديم أي دعم فني، أو تعاون فيما يخص خدماتها".
من هي هواوي؟
"شركة هواوي تكنولوجيز" الصينية المعروفة اختصاراً "هواوي"، هي شركة حلول تكنولوجية وشبكات اتصال إضافة إلى كونها ثاني أكبر شركة للهواتف الذكية في العالم من حيث الانتشار والمبيع تحت العلامتين التجاريتين "هواوي" و "هونر".
وتعرضت الشركة لعقوبات "جوجل" في سياق اتهامات أميركية بأن الشركة الصينية تتعامل مع حكومة بلادها لتسريب معلومات كانت قد تجسست عليها الشركة من خلال شبكاتها في الولايات المتحدة الأمريكية وأنظمتها التكنولوجية المنتشرة هناك، ولاتنفصل هذه الضربة الأمريكية لشركة الهواتف والتكنولوجيا الصينية، عن العقوبات والضغوطات التي يتعرض لها الاقتصاد الصيني من قبل الولايات المتحدة.
خطط مواجهة
"هواوي" الصينية والتي تتعرض لحملات موجهة تستهدف قوتها النامية بين الشركات العالمية في السوق التكنولوجي كانت قد استعدت لمثل هذا السيناريو، وفي عام 2012 أعلنت عن بدء تجاربها في استخلاص نظام تشغيل خاص بها وموجه ليستهدف جمهورها من الأشخاص الذين يقتنون هواتفها الذكية، وكانت قد بدأت بتزويد بعض الأجهزة التي بيعت بالصين حصراً بهذا النظام التشغيلي الخاص، إلا أنه ووفقاً لخبراء، من الصعوبة بمكان أن تعمل الشركة على اعتماد نظام تشغيل خاص بهواتفها الجديدة دون أن تتمكن من تطوير آلاف التطبيقات العالمية بما يتوافق مع نظامها التشغيلي، وحتى وإن نجح ذلك فهو بحاجة لوقت أكثر من المتوقع، وهذا الوقت لن يكون بصالح الشركة وتطورها ونموها المستقبلي.
آراء
يعتقد الكثير من المدونين المختصين بالهواتف الذكية والأخبار التكنولوجية، أن هذا القرار الموجه ضد "شركة هواوي" يعني نهاية الشركة عالمياً مالم يكن هناك حلول واقعية وخطط بديلة وهي شبه مستحيلة خاصةً في حالة اعتماد 99% من مستخدمي الهواتف الذكية حول العالم على نظامي التشغيل "أندرويد" و"IOS".
ويرى هؤلاء، أن أي نظام تشغيل آخر سيكون بواجهة تشغيلية مختلفة عن المعتاد ونظام مختلف كلياً، لن يكون مرغوباً وعملياً، إضافة إلى أن الضربة الكبرى تكمن في أن تستطيع الشركة الصينية من إقناع مطوري التطبيقات والبرامج العالمية المشهورة بتطوير تطبيقاتهم بطريقة تسمح لتشغيلها على النظام التشغيلي الجديد، وهو يعني أمنية صعبة المنال في ظل تبعية معظم هذه التطبيقات العالمية للولايات المتحدة كـ"فيسبوك" و"واتساب" وأغلب ألعاب الهواتف الذكية ومعظم التطبيقات الترفيهية التي قد تكون أميركية أو تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها وبالتالي ستكون ملزمة بالانصياع للقوانين التجارية الأميركية.
وكل هذا يعني أن الهاتف المصنع من قبل "شركة هواوي" تحت أي علامة تجارية في حال كان قديماً وقبل القرار ولم يعد يستقبل تحديثات النظام الأمني وخدمات "جوجل"، أو في حال كان جديداً ولن يسمح له بالوصول إلى النظام التشغيلي "آندرويد" مع حرمانه من الاستفادة من دعم "جوجل" وخدماتها، سيكون هاتف بلا جدوى ولن يسوى أكثر من دولار واحد خارج الصين على الأقل لأنه لن يكون هاتف عالمي ولن يخدّم أحد في الوصول إلى التطبيقات العالمية والتقنيات الحديثة وفقاً لكثير من المدونين والمهتمين بالشأن التقني.
ليست الأولى
منذ وقت تعرضت شركة الهواتف الصينية "ZTE" لنفس العقوبات التي تتعرض لها "هواوي" وتم حرمان الشركة من الوصول إلى خدمات "جوجل". استمر الأمر لمدة قصيرة لتعود الأمور كما كانت عليه بعد أن دفعت الشركة غرامة مالية قدرت بمليار وأربعمائة مليون دولار مع تغيير فريقها الإداري، وتعيين ضابط مراقبة من وزارة التجارة الأميركية على أنشطة الشركة بعد أن اتهمتها الحكومة الأميركية بخرق قوانينها والتعامل مع دول في قائمة العقوبات الاقتصادية ومنها كوريا الشمالية، ويرجّح متابعون أن يكون هذا هو الحل الأقل كلفة الذي ينتظر هواوي.
ماذا عن سورية؟
حتى الآن لم يصدر أي تعليق رسمي من "شركة هواوي" الصينية لجمهورها الذي يقتني هواتفها وهم كثر حول العالم، ولكن ووفقاً لتاجر هواتف نقالة في السوق السورية فإن "العقوبات الأميركية على الشركة الصينية ستؤثر على مبيع أجهزة هواوي في سورية"، مشيراً في حديثه لـ"الاقتصادي" إلى أن ذلك "سيخفّض سعر الهاتف ولكن هذا السعر لن يكون مغرياً للزبائن في سورية أمام منافسين مثل سامسونج".
وتابع "الزبون السوري يهتم أن يسمع أغاني من يوتيوب أو أن يقوم بربط حسابات ألعابه الالكترونية المفضلة على حسابه في جيميل"، مضيفاً أن "هواتف هواوي كانت جيدة من ناحية تنوع الخيارات وتنوع الأسعار المناسبة لكل الشرائح، فقد كانت متاحة لمعظم طبقات المجتمع إلا أنه وبعد هذه العقوبات سيأكل الغبار رفوف منتجات هواوي إن فعلاً لم تعد الشركة قادرة في الوصول إلى خدمات جوجل ومزاياها".
وفي معرض توقعه لباقي الأنواع الصينية مثل "شاومي" ان كانت ستتأثر بهذا القرار، قال إن "العقوبات موجهة لشركة هواوي وهذه الشركة تنتج هواتفها بعلامتين تجاريتين هما هواوي وهونر، واعتقد أن العقوبات ستشمل هذين الجهازين فقط دون غيرهما ولن تتأثر شركة شاومي مثلاً وأجهزتها التي تباع في سورية بهذا القرار، وستبقى تضمن لمستخدميها حصولهم على كامل المزايا والخدمات الأمر الذي اعتقد بأنه سيشكل قفزة جيدة بسعر هواتف الشاومي لأنها ستكون الصينية الوحيدة المكفولة في سوقنا المحلية على الأقل".
الاقتصادي