أسعار اللحوم الحمراء تشتعل والفروج يحلق..والمستهلك ماذا يأكل
إعمار سورية :
أرجع رئيس جمعية اللحامين في دمشق وريفها أدمون قطيش ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في العاصمة وريفها إلى ارتفاع وتيرة تهريب الخروف السوري إلى البلدان المجاورة وبكميات كبيرة وخصوصاً عن طريق الأردن ولبنان وتالياً إلى دول الخليج، كاشفاً أن عمليات التهريب طالت الفطيمة السورية وذلك رغبة من مربي هذه الدول في إنتاج خواريف العواس السورية والتي تعتبر أجود من خروف العواس الأردني أو العراقي في بلدانهم، مبيناً أن أغلب عمليات التهريب تتم إلى الأردن عن طريق معبر نصيب وإلى لبنان عن طريق قرية الملاح في حماة ومن ثم إلى لبنان مضيفاً: إن التهريب أصبح يشمل حتى العجول والماعز والجدي، مبيناً أن أسواق هذه الدول عطشى للقطعان السورية.
وأشار قطيش إلى أن السبب الثاني في ارتفاع الأسعار يعود إلى نعمة الربيع التي وفرت المرعى للمربين فسهل عليهم ذلك الاحتفاظ بقطعانهم وتسمينها فترة أطول من دون حاجة إلى شراء الأعلاف.
وكشف قطيش أن السبب الثالث يعود لتركز الكتلة الأكبر من الأغنام العواس في الجزيرة السورية وفرض عصابات قسد أتاوات خيالية على المربين الذين يحاولون نقل قطعان أغنامهم إلى الأسواق ما يمنع توافر هذه القطعان بكميات أكبر يؤدي إلى هبوط أسعارها وتاليا هبوط أسعار اللحوم في الأسواق المحلية، يضاف إلى ذلك عدم استقرار الأوضاع في بعض مناطق البادية الشامية والذي يؤدي إلى بحث المربين عن مراعٍ آمنة.
ووفقا لقطيش فإن ما يذبح في دمشق وريفها من الخراف العواس يصل إلى ألف رأس في المسلخ الفني وحوالى 900 خارجه، أما من العجول فإن العدد يتراوح بين 50 إلى 70 عجلاً يومياً وخارج المسلخ 30 عجلاً تقريباً، موضحاً أن هذه الكميات تكفي العاصمة وريفها وذلك وفقاً للأسعار الحالية المرتفعة.
ولفت قطيش إلى أن ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء يؤدي إلى بحث المستهلك عن بدائل منها يجدها غالباً في لحوم الفروج، منوهاً بأنه وفي الفترة الماضية كان المربون الصغار والذين يشكلون حوالى 60 بالمئة من حجم السوق ساهموا بطرح كميات كبيرة منه، مبيناً أن خسارة المربين الصغار أدت إلى خروجهم وبقاء المربين الكبار الذين استفادوا الآن من ارتفاع أسعار الفروج في تعويض خسائرهم، مبيناً أن حاجة العاصمة وريفها من لحوم الفروج تصل إلى 360 طناً يومياً.
وكشف قطيش أن التسعيرة الجديدة للحم الخروف أصبحت 4700 ليرة بعد أن استمرت لأكثر من عام عند سعر 4200 ليرة لكيلوغرام لحم الخروف الهبرة ومقشور.
ووفقا لرئيس جمعية اللحامين فإن التموين لا تريد الإقرار بالأسعار الحقيقية التي يبيع بها اللحامون والتي تصل إلى 6 آلاف و6500 ليرة أو قد تصل إلى 7 آلاف، وخصوصاً في مناطق الشعلان وأبو رمانة والمولات وغيرها وذلك حتى لا تحصل ضجة غير مطلوبة مبيناً أنه كرئيس جمعية ضد هذا الرأي في ظل عدم وجود شكاوى.
وحول تأكيد «الوطن» بأن هذه الأسعار موجودة حتى في سوق باب سريجة رأى قطيش أن ربح اللحام لا يتجاوز في بعض الأحيان المئتين أو المئة ليرة، مبيناً أن اللحامين يبيعون بالسعر الرسمي ولكن وفق آلية يتفق عليها بين الزبون والبائع الذي يبيع فخذ اللحمة أو غيره من أجزاء الذبيحة قبل وزنه ثم يقوم بجرمه عن العظم وتقطيعه وفقاً لحاجة المستهلك، مؤكداً أن اللحام لا يستطيع أن يبيع كيلوغرام الهبرة بسعر 4700 ليرة.
وأكد قطيش أن لا انخفاض في أسعار اللحوم الحمراء إذا لم تتم معالجة الأسباب المؤدية لذلك وأهمها التهريب، مبيناً أن عدد اللحامين يصل إلى 1400 لحام وأن المنتسبين منهم للجمعية نحو 950 لحاماً حالياً وتم فصل 350 لعدم الالتزام بتسديد الاشتراكات لأكثر من عشر سنوات.
الوطن